تساعية القديس يوسف البتول

31٬654

 اليوم الثالث 

+ باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.

أيها الآب الأزلي، نشكرك لأنك اخترت القديس يوسف أبًا ومربيًا للمسيح يسوع، ابنك الوحيد، وقد أحاطه وأمه مريم بالعطف والحنان، نسألك بشفاعته أن نكون في كل حياتنا محاطين بيسوع ومريم، وتكون أيامنا أنشودة حب ننشدها لك ونسير في اتجاه قلبك الأبوي بقيادة الروح القدس المعزي، فنمجدك برفقة شفيعنا المجيد الى الأبد.

السلام عليك يا يوسف، خطيب مريم، يا من نلت نعمة، يسوع ومريم معك. مبارك أنت بين الرجال، ومبارك يسوع ابن مريم. يا مار يوسف، صلّ لأجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا. آمين.

في أن القديس يوسف هو نموذج الطاعة

وفيما كان القديس يوسف راقداً، ظهر له ملاك الرب في الحلم قائلاً له : «يا يوسف، قم خذ الصبيّ وأمه واهرب الى مصر، لأن هيرودوس مزمع أن يطلب الصبيّ ليهلكه» (متى 2: 13). فقام يوسف من ساعته وفعل كما أمره ملاك الرب. ولكن يا له من سفر متعب وأمر عسر التتميم في الغاية. لأن هذا كان في فصل الشتاء وقساوة ابرد. غير أن محبته وحسن اتكاله على الله قوياه على هذه الصعوبات كلها، وجعلاه يُحسن تتميم هذا الأمر، مسلّماً ذاته للعناية الإلهية. ولم يبال بالمشقات، ولم يعبأ بالأهوال والأخطار، بل وطّد إيمانه بالله الذي قوّاه على تخطّي كل الصعوبات.

فلنعتبرنّ الآن قليلاً عظم فضل الطاعة وقبولها لدى الله، وجزيل الثواب المعد لمن يمارسها على مثال القديس يوسف المعظّم. أما كان ممكناً لهذا البار أن يقول : لماذا يلزمني الله بأن أقاسي هذه الأتعاب ويأمرني أن أذهب الى أرض مجهولة لم أسلكها قط. أرض لا يوجد فيها إلا معابد الأصنام حيث أكون مجهولاً من أهلها. أما يستطيع بما أنه القادر على كل شيء أن يصنع أعجوبة باهرة ويخلّص ابنه من أعدائه ويلاشي كل من أراد له شرا. أو لو أنه بدّل لي هذا السفر بسفر آخر بعيد عن كل هذه الأخطار، لكان الأمر محتملاً. أو لو أمرني بالذهاب الى أرض المجوس الذين منذ زمن يسير أتوا وسجدوا له، لكانوا يقبلونا عندهم بكل محبة وكرامة، ويحمونا مما يفاجئنا من الأخطار. فمثل هذه الأقوال هي أقوال حكماء العالم ومحبيّ البحث والتفتيش.

فالقديسون وخدّام المسيح الحقيقيون، قد خدموا الله ببساطة القلب وطهارة الروح ونقاوة النيّة. لأن أعمال الله غير مدركة. بل يلزمنا أن نخضع لها كونها تعلو الفحص والتفتيش. وناهيك على أن الشيطان خزاه الله بسبب هذا الفحص، قد أسقط أبوينا الأولين آدم وحواء بسؤاله للمرأة عن الشجرة هكذا : «لماذا أنهاكما الله عن أكلها» (تك 3: 1).

ومن حيث اخذت تجادله خزاه الله خُدعت منه واجلبت الشقاء على الجنس البشري. فلنعدلنّ عن هذا التفتيش. ونعلم متيقّنين بأننا إذا ما حصلنا على كمال هذه الفضيلة نحصل بكل سهولة على باقي الفضائل. لأن القديس أغوسطينوس يقول عن الطاعة، إنها أعظم الفضائل، وأصل كلها. حتى أننا بخضوعنا هذا نستحق من الرب نيل الأنوار المقتضية لإدراك حقائق الإيمان الكاثوليكي. فاتضاعنا يصيّرنا صغيرين عند ذواتنا ومحبوبين لدى الرب. فإنه قال في الإنجيل : «يا أبتاه، لتمجد اسمك، لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأظهرتها للأطفال» (متى 11: 25).

إكرام

أحسن الطاعة لرؤسائك، روحيّين كانوا أم جسديّين، وأخضع لهم على مثال القديس يوسف المعظّم.

صلاة

نسألك يا رب أن تغفر خطايانا وآثامنا نحن أبناءك الذين ليس لنا استطاعة أن نرضيك بأفعالنا. وخلّصنا بشفاعة القديس يوسف المعظّم. وعلّمنا كما علّمته الطاعة، وعرّفنا قيمتها وفضلها لديك. وحرّك قلوبنا لكي نتمّم أوامرك الإلهية المعلنة لنا بواسطة رؤسائنا. نسألك ذلك باسم ربّنا يسوع المسيح وباتحاد الروح الحيّ القدّوس، الى دهر الداهرين. آمين.

صلاة الختام

أيها القديس يوسف البتول، قدوة البتولين ومعينهم، يا من حاميت عن طهارة العذراء وحرست المسيح الفادي، نسألك أن تشفع أمام الثالوث الأقدس لأجلنا، لكي نستطيع أن نخدمه بطهارة القلب ونقاوة النفس وعفة الجسد كل أيام حياتنا. آمين.

يا يسوع ومريم ومار يوسف
لكم أقدم نفسي وجسدي وروحي

يا يسوع ومريم ومار يوسف
ساعدوني في حياتي وعند ساعة موتي

يا يسوع ومريم ومار يوسف
لتسـترح نفسي بسلام بين أيديكم

يا مـــار يوســــــف  صــــلّي لأجلنـــــــا

+ المجد للآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.

مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.