تساعية القديس يوسف البتول

31٬466

 اليوم الثامن 

+ باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.

أيها الآب الأزلي، نشكرك لأنك اخترت القديس يوسف أبًا ومربيًا للمسيح يسوع، ابنك الوحيد، وقد أحاطه وأمه مريم بالعطف والحنان، نسألك بشفاعته أن نكون في كل حياتنا محاطين بيسوع ومريم، وتكون أيامنا أنشودة حب ننشدها لك ونسير في اتجاه قلبك الأبوي بقيادة الروح القدس المعزي، فنمجدك برفقة شفيعنا المجيد الى الأبد.

السلام عليك يا يوسف، خطيب مريم، يا من نلت نعمة، يسوع ومريم معك. مبارك أنت بين الرجال، ومبارك يسوع ابن مريم. يا مار يوسف، صلّ لأجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا. آمين.

في أن القدّيس يوسف هو نموذج المحبّة نحو يسوع

قال الربّ يسوع: «من يحبّني يحبّه أبي، وإليه نأتي وعنده نجعل مقامناً» ( يوحنا 14: 23). هذه الكلمات المملوءة حبّاً من شأنها أن تحثّنا على أن نزداد تعلّقاً بحبّ هذا المخلّص الوديع. ويصدق القول عن القدّيس يوسف المعظّم بأنّه قد تلألأ في هذه المحبّة. وقد خصّه الله بالمواهب والنّعم وسمّو القداسة. وقد تمتّع بمشاهدة الربّ يسوع سنين عديدة بنوع محسوس مبتجهاً بحضوره معه، شاكراً فضله العميم على هذه النّعم.

فمن يمكنه أن يدرك عظم المحبّة، التي كان مضطرماً بها القدّيس يوسف المعظّم، نحو المخلّص الإلهي، وكم كان سعيداً بتأدية الأعمال والخِدم لأجله، وبأي إعتناء أبوي، كان يسهر مع مريم حول سريره، وبأيّة غيرة هرب به إلى مصر، خوفاً عليه من غضب هيرودس. بل وبأيّة همّة كان يسهر عليه. ولمّا عاد القدّيس يوسف المعظّم ومريم البتول من زيارتهما الهيكل ولم يعلما أنّه بقي هناك، رجع القدّيس يوسف مع مريم يفتّشان عليه.

فلنعتبر بأي اجتهاد كان هذا القدّيس يسأل عن يسوع وكم سبّب له فقدانه من الحزن والضيق، وهو مع كلّ هذه الأتعاب والمخاطر لم يتذمّر من ذلك ولم يبال بصعوبات الطريق. لكن كان يفكّر كيف يجده. «وقد وجداه بعد ثلاثة أيام في الهيكل جالساً بين العلماء، يسمع لهم ويسألهم» (لوقا 2: 46). «وحينئذٍ أتيا به إلى الناصرة، وكان خاضعاً لهما». (لوقا 2: 51). وفي كلّ دقيقة كان يملأ قلبيهما فرحاَ ويزيدهما بهجة وسرورا.

هذا هو مفعول المحبّة الحقيقية كما يقول القدّيس قبريانوس: «المحبّة تصادم السيف، تستهزىء بالأخطار وتضحك على الموت». وقال صاحب الإقتداء بالمسيح: «المحبّة هي شيء عظيم وخير جسيم، وهي التي تجعل جميع الاثقال خفيفة، وتقابل بالصبر الشدائد كافة. صاحب المحبّة سهران وفي نومه يقظان».

لا تبعد قلبك عن محبّة هذا الإله المخلّص، بل أبعد عن كلّ ما من شأنه أن يجعلك في خطر فقدان هذا الإله المحّب الجزيل الصلاح. إن القدّيس يوسف لم يسترح حتى وجده وإن كان فقده بدون ذنب منه. فافعل أنت أيضاً هكذا وفتّش عن المخلّص. تصالح معه في منبر التوبة واندم على خطاياك ولا تيأس فإنّه بعزّيك. «إن تأخّر فاصبر عليه فإنّه سيأتي ولا يبطىء» (حبقوق 2: 3). إلتجىء إليه مع النبي بحرارة قلبية قائلاً: «لا تغفل عن دموعي لأنّي غريب عندك وعابر مثل جميع آبائي. استمع اللهمّ صلاتي وانظر إلى دموعي فإنّي مسكين وغريب في الأرض» (مزمور 38: 13). «الآن من لي في السماء وعلى الأرض ما أردت سواك» (مزمور 2: 25).

إكرام

زُر القربان الاقدس في هذا النهار تعبيراً عن حبّك ليسوع، واضرع إليه أن لا يبتعد عنك، بل يمنحك نعمة الثبات في خدمته الإلهية.

صلاة

نسألك أيّها الربّ الجزيل الرحمة بحقّ المحبّة التي جعلتها في قلب القدّيس يوسف، لكي يسعى مُجِدّاً في طلبك بغير تأخير. إمنحنا بشفاعته أن نحبّك حبّاً كبيراً، لأنّك قد أحببتنا أولاً وبذلت نفسك من أجلنا يا مخلّصنا الحبيب، فأنت تعزيتنا، واجعلنا من جملة المرسومين بصفحة قلبك الأقدس، لك المجد إلى الأبد. آمين.

صلاة الختام

أيها القديس يوسف البتول، قدوة البتولين ومعينهم، يا من حاميت عن طهارة العذراء وحرست المسيح الفادي، نسألك أن تشفع أمام الثالوث الأقدس لأجلنا، لكي نستطيع أن نخدمه بطهارة القلب ونقاوة النفس وعفة الجسد كل أيام حياتنا. آمين.

يا يسوع ومريم ومار يوسف
لكم أقدم نفسي وجسدي وروحي

يا يسوع ومريم ومار يوسف
ساعدوني في حياتي وعند ساعة موتي

يا يسوع ومريم ومار يوسف
لتسـترح نفسي بسلام بين أيديكم

يا مـــار يوســــــف  صــــلّي لأجلنـــــــا

+ المجد للآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.

مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.