تساعية القديس يوسف البتول

31٬635

 اليوم الرابع 

+ باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.

أيها الآب الأزلي، نشكرك لأنك اخترت القديس يوسف أبًا ومربيًا للمسيح يسوع، ابنك الوحيد، وقد أحاطه وأمه مريم بالعطف والحنان، نسألك بشفاعته أن نكون في كل حياتنا محاطين بيسوع ومريم، وتكون أيامنا أنشودة حب ننشدها لك ونسير في اتجاه قلبك الأبوي بقيادة الروح القدس المعزي، فنمجدك برفقة شفيعنا المجيد الى الأبد.

السلام عليك يا يوسف، خطيب مريم، يا من نلت نعمة، يسوع ومريم معك. مبارك أنت بين الرجال، ومبارك يسوع ابن مريم. يا مار يوسف، صلّ لأجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا. آمين.

في أن القديس يوسف هو نموذج الإيمان

قال القديس أغوسطينوس: «لا غنى أعظم من الإيمان الكاثوليكي». وقال الرسول: «جاهد جهاداً صالحاً في معركة الإيمان وأدرك الحياة الأبدية» (1طيم 6: 12). إننا نخصّ القديس يوسف المعظّم بهذه الفضيلة الإلهية. ففضيلة الإيمان كانت غناه وسعادته. فكان يعمل أعماله بحسب إيمانه. قال الرسول : «ما المنفعة إن قال أحد أن له إيمان وليس له أفعال» (يعقوب 2: 14).

وهكذا بالإيمان قرّب ابراهيم ابنه ذبيحة لله. لأنه كان يعتقد بأن الرب يكمّل معه وعده بالنوع الذي يشاء. ويقول القديس أغوسطينوس : «إن المؤمن إذ له الله فكل العالم له». فإذا ما لاحظنا فضائل مار يوسف المعظّم يمكننا أن نجد ما يحرّكنا الى الإقتداء بنموذجه. على أنه كان يرجو تعزية اسرائيل، ملتمساً من الله أن يرسل ذاك الفادي المزمع أن يشتري الجنس البشري من عبودية الشيطان وذلك بتجسده ومجيئه الى العالم.

أما صلواته هذه فلم تكن بدون ثمرة وفائدة، لأنه كما يقول القديس أغوسطينوس: «صلاة الصديق هي مفتاح السماء، الطلبة تصعد ورحمة الله تنزل». ونضيف الى ذلك ما قاله الكتاب المقدس: «إن صلاة المتضع تخرق السحاب ولا تفتر حتى تصل ولا تنصرف حتى ينظر اليها العلي» (يهوديت 9: 16). فأهّله الله الى أن رأى الفادي وسكن معه زمناً طويلاً. وقبل أن ينبأه الملاك بحبل العذراء به كان يعتقد بأن المسيح متجسداً بأحشائها الطاهرة. وهكذا كان يحارب أعداء خلاصه بكل شجاعة. وكما يقول القديس امبروسيوس: «الإيمان بغير محاربة في الحال يضعف»، وصاحب الفضيلة عسر الإنغلاب كما يقول الذهبي الفم: «الفضيلة في كل مكان تضيء وهي غير قابلة الإنغلاب».

فاسلك يا أخي بإيمان منزّه عن كل شك وارتياب، وما تعجز عن إدراكه فوّضه بأمن واطمئنان الى الله، لأنه لا يخدعك ولا يغشك واعلم جيداً أن الله يصاحب السذّج ويعطي الفهم لمن كان عند نفسه صغيراً، ويمسك النعمة عن محبي البحث والتفتيش الفارغ. وقال السيد المسيح : «السماء والأرض تزولان وكلامي لا يزول» (لوقا 21: 33)، وقال أيضاً: «أنا الطريق والحق والحياة، من يتبعني لا يمشي في الظلام» (يوحنا 8: 12).

فإن كل ما تعلّمنا إياه الكنيسة المقدسة قد استمدته من فم معلّمها الإلهي يسوع المسيح. فاجتهد إذن بأن تكون حياتك مطابقة لإيمانك، لأنه ماذا ينفع المسيحي غذا اعتقد اعتقاداً قويماً كالمؤمنين وسلك طريق المنافقين؟ كما يقول القديس بطرس الدمياني.

لا تستح أبداً من أن تظهر مسيحياً كاملاً لئلا يستحي بك رب المجد ولا يعرفك تلميذاً له كقوله : «من يستحي بي وبكلامي هذا يستحي به ابن الانسان، عندما يأتي بمجد أبيه مع ملائكته القديسين» (لوقا 9: 26).

إكرام

إجتهد في أن تتقدّم يومياً في الإيمان والفضيلة واتجىء الى القديس يوسف متى داهمتك التجارب ضد الإيمان، لإإنك تنال منه ما تلتمسه بتواضع.

صلاة

نسالك أيها الرب يسوع المسيح، أن توطّد في قلوبنا حقائق الإيمان الكاثوليكي، وأن تثبّتنا فيه الى آخر نسمة من حياتنا. وكما زيّنت قلب صفيّك القديس يوسف بهذه الفضيلة، زيّن نفوسنا بها لكي نتدرّب دائماً حسب تعليمك. نسألك ذلك أيها الآب باسم ابنك الحبيب ربّنا يسوع المسيح بشفاعة القديس يوسف ومريم البتول المجيدة وجميع القديسين.

صلاة الختام

أيها القديس يوسف البتول، قدوة البتولين ومعينهم، يا من حاميت عن طهارة العذراء وحرست المسيح الفادي، نسألك أن تشفع أمام الثالوث الأقدس لأجلنا، لكي نستطيع أن نخدمه بطهارة القلب ونقاوة النفس وعفة الجسد كل أيام حياتنا. آمين.

يا يسوع ومريم ومار يوسف
لكم أقدم نفسي وجسدي وروحي

يا يسوع ومريم ومار يوسف
ساعدوني في حياتي وعند ساعة موتي

يا يسوع ومريم ومار يوسف
لتسـترح نفسي بسلام بين أيديكم

يا مـــار يوســــــف  صــــلّي لأجلنـــــــا

+ المجد للآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.

مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.