تساعية القديس يوسف البتول

31٬615

 اليوم الخامس 

+ باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.

أيها الآب الأزلي، نشكرك لأنك اخترت القديس يوسف أبًا ومربيًا للمسيح يسوع، ابنك الوحيد، وقد أحاطه وأمه مريم بالعطف والحنان، نسألك بشفاعته أن نكون في كل حياتنا محاطين بيسوع ومريم، وتكون أيامنا أنشودة حب ننشدها لك ونسير في اتجاه قلبك الأبوي بقيادة الروح القدس المعزي، فنمجدك برفقة شفيعنا المجيد الى الأبد.

السلام عليك يا يوسف، خطيب مريم، يا من نلت نعمة، يسوع ومريم معك. مبارك أنت بين الرجال، ومبارك يسوع ابن مريم. يا مار يوسف، صلّ لأجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا. آمين.

في أن القدّيس يوسف هو نموذج الصبر والإحتمال

قال رافائيل الملاك لطوبيّا البار: «لأنّك مقبول عند الله كان يلزم أن تمسّك التجربة» (طوبيا 2: 3). فهذا ما يخص به الله محبّيه على أنّه يمتحنهم بالتجربة لكي يختبر أمانتهم وحبّهم له.

ولمّا كان يوسف مقيماً في الناصرة صدر أمر أوغسطس قيصر بأن كلاًّ يكتتب في بلدته. فامتثل يوسف لهذا الأمر وذهب مع مريم خطّيبته إلى بيت لحم. ولمّا لم يجد له مكاناً يتآوى فيه مع خطيبته التي كان زمان إيلادها، إضطر أن يخرج خارج المدينة وأن ينزل في مغارة…

لنتأمّل عظم أكدار يوسف في هذه التجربة، حيث لم يمكنه أن يجد مكاناً يليق بمن كانت حاملة في أحشاها باري الكائنات وربّ المخلوقات فادي الجنس البشري ومخلّصه. لقد سبّب له ذلك حزناً شديداً لا يدركه إلاّ من اختبره وشعر به.

فالنتخذنّ هذا القدّيس المعظّم نموذجاً لإقتفاء الفضائل. ولنعتبرنّ أنّه لا يحدث إلاّ بأمر الربّ أو بسماحه. وإذا سمح الباري بتجربتنا فتكون غايته خلافاً لما قصده من سبّبها. وهاك بمثل سهل الفهم والإدراك نفهم منه إختلاف مقاصد الله عن مقاصد الناس. فإنّه متى استصوب الأطبّاء أخذ الدم من عادتهم أن يأمروا بوضع العلق لتمتص فاسده. فالعلق لا يقصد بامتصاصه ذلك الدم سوى الإرتواء منه. أمّا الطبيب على خلاف ذلك، فإنّه لم يقصد سوى إخراج الدم الفاسد لأجل راحة المريض وشفائه.

فعلى هذه الصورة تختلف مقاصد الله عن مقاصد البشر. فأوغسطس قيصر أمر بأن كلاّ يكتتب في بلدته لكي يعرف عدد رعاياه. أمّا الله فقصد بذلك أن يعطي القدّيس يوسف سبيلاً للصبر والإحتمال. وهكذا يتمّ ما كتبه الأنبياء عن المسيح بقولهم: «إنّه عتيد أن يولد في بيت لحم يهوذا».

فإنّه لا بدّ من ان نحتمل الشدائد لكي ننال السعادة الأبديّة. وقال بولس الرسول في هذا المجال: «إنّ أوجاع هذه الدنيا لا توازي المجد المزمع أن يظهر فينا» (روما 8: 18). فلنبادر من الآن في عمل الصالحات لأن القدّيس بولس يقول أيضاً: «من يزرع بالبركات فبالبركات يحصد» (2 كور 9: 6). وقال الربّ: «ملكوت السماوات يُغضب والغاصبون يختطفونه» (متى 11: 12). وأن «من يصبر إلى المنتهى يخلُص» (متى 10: 22). فقد احتمل الربّ يسوع عنّا آلاماً فادحة كقول البشير: «كان ينبغي أن يقبل المسيح الآلام وهكذا يدخل مجده» (لوقا 24: 26). وكما يقول القدّيس برنردوس: «إنّه لعار عليك أن تكون عضواً مرفّهاً تحت رأس مكلّل بالشوك».

إكرام

مارس فضيلة تسليم الذات متى كنت مجرّباً من أعداء خلاصك وقل : لتكن مشيئتك يا ربّ كما في السماء كذلك على الأرض، مترجّياً منه المساعدة لضعفك.

الصلاة

أيّها الآب القدّوس الذي قدّمت لنا بشخص القدّيس يوسف نموذجاً حيّاً لنعرف عظم إلتزامنا في أن نكون متأهّبين على الدوام لتتميم أوامرك الإلهيّة. ساعدنا نحن الضعفاء على أن نخدمك بكلّ شجاعة في هذه الحياة منتصرين على التجارب الواردة إلينا من كلّ جانب. نسألك ذلك بإسم إبنك الحبيب سيّدنا يسوع المسيح، الذي معك ومع روحك القدّوس يحيا ويملك إلى الأبد. آمين.

صلاة الختام

أيها القديس يوسف البتول، قدوة البتولين ومعينهم، يا من حاميت عن طهارة العذراء وحرست المسيح الفادي، نسألك أن تشفع أمام الثالوث الأقدس لأجلنا، لكي نستطيع أن نخدمه بطهارة القلب ونقاوة النفس وعفة الجسد كل أيام حياتنا. آمين.

يا يسوع ومريم ومار يوسف
لكم أقدم نفسي وجسدي وروحي

يا يسوع ومريم ومار يوسف
ساعدوني في حياتي وعند ساعة موتي

يا يسوع ومريم ومار يوسف
لتسـترح نفسي بسلام بين أيديكم

يا مـــار يوســــــف  صــــلّي لأجلنـــــــا

+ المجد للآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.

مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.