تساعية القديس يوسف البتول

31٬654

 اليوم السابع 

+ باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.

أيها الآب الأزلي، نشكرك لأنك اخترت القديس يوسف أبًا ومربيًا للمسيح يسوع، ابنك الوحيد، وقد أحاطه وأمه مريم بالعطف والحنان، نسألك بشفاعته أن نكون في كل حياتنا محاطين بيسوع ومريم، وتكون أيامنا أنشودة حب ننشدها لك ونسير في اتجاه قلبك الأبوي بقيادة الروح القدس المعزي، فنمجدك برفقة شفيعنا المجيد الى الأبد.

السلام عليك يا يوسف، خطيب مريم، يا من نلت نعمة، يسوع ومريم معك. مبارك أنت بين الرجال، ومبارك يسوع ابن مريم. يا مار يوسف، صلّ لأجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا. آمين.

في أن القدّيس يوسف هم نموذج الفقر

قال السيّد المسيح: «ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه» (متى 16: 26). إنّ هذه الحقيقة الدينيّة من شأنها أن تقنعنا إقناعاً كافياً بأن السعادة الحقيقيّة لا تقوم بإمتلاك الأرزاق واحتشاد الأموال، بل باكتسابنا الفضائل المسيحيّة وبالإبتعاد عن كلّ ما يلقي الإنسان في خطر الهلاك.

فعباد الله الحقيقيّون قد أحسنوا فهم هذه الحقيقة. ولكي ينجوا من غائلة الأخطار الممكن حدوثها تركوا كلّ شيء وتبعوا المسيح مجرّدين قلوبهم من حبّ هذه الخيرات الدنيويّة، مقتنعين بما قاله الرسول: «إن كان لنا القوت والكسوة فلنقتنع بهما» (1 طيم 6: 8).

أمّا أنتَ أيّها الأخ المسيحي، فتقدر أن تكون كاملاً بدون أن تسكن البراري ومن غير أن تباين العالم. لربّما أن الله لا يدعوك إلى هكذا كمال، بل يكفي أن تجرّد قلبك من محبّة هذه الخيرات وتصنع الرحمة مع الفقراء إخوة المسيح، وذلك بتوزيعك عليهم المال أو غير ذلك لتسعفهم ولا تخشَ عوزاً لأنّ الله يشجّعكَ بقوله: «من يعطي المسكين لا يحتاج» (أمثال 8: 27).

وقال القدّيس يوحنّا فم الذهب: «في فعلك الحسنة تصيّر الله مديوناً لكَ»، فكلّ ما تفعله بأحد الفقراء البائسين فكأنّك فعلته نحو شخص المسيح كقول الربّ: «مهما فعلتم بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه» (متى 5: 40). وإن كان لا يلين قلبك نحو هؤلاء البائسين يقتضي أن تخاف من دينونة الله العادلة كما قال الرسول: «دينونة من لم يستعمل الرحمة تكون بلا رحمة» (يعقوب 3: 13).

أمّا في ما يخصّ فقر القدّيس يوسف، فقد كان يعمل ويتعب ليسد عوز العائلة المقدّسة مكتفياً بذلك القليل الذي كان يحصل عليه، مقدّماً لله الشكر على ذلك، لأن إعتباره للفضيلة كان يجعله أن لا يمضي الزمن بالبحث عن طرق يحصل بها على أوفر ربح، لأنّه كان يتأمّل بنموذج إبن الله الذي كان مساكناً له، معتبراً كيف أن ربّ العزّة والجلال أتى إلى العالم على هذا النوع العجيب فقيراً مسكيناً، محتاجاً. فإنّ إبن الله أعطانا مثالاً بشخصه. هذا فضلاً عن باقي القدّيسين.

ترى أيّ خجل يستحوذ علينا يوم الدين إذا ما تركنا قلوبنا تلتصق بحب هذه الخيرات الفانية. فاستفق على سوء حالك ما دام لك زمن للإصلاح. «لا تكن جاهلاً لئلاّ تموت في غير وقتك» (الجامعة 7: 18). «الويل لكم أيّها الضاحكون الآن فإنّكم ستنوحون وتبكون» (لوقا 6: 25). فالويل لك أيّها المسيحي المستنير بنور الإيمان لأنّك مع معرفتك هذه الحقائق الراهنة لا تزال راكضاً وراء أميال قلبك الزائلة. فلو أمكنك امتلاك الدنيا لما كنت تهمل ذلك. ولنفترض أنّك حصلت عليها، فماذا تنتفع منها وهل تروي قلبك الذائب عطشاً؟ كلاّ ثمّ كلاّ. بل إنّك ترغب دائماً أن تحصل على أوفر عظمة وأغزر ثروة غير مفتكر بالله ولا بسمائه. ولا يهمّك كونك من المنتخبين أو الهالكين! فمحبّة أباطيل العالم هو الأمر الأكثر سهولة من باقي الإهتمامات.

ولعلّك إلى الآن لم تنتبه على أباطيل قلبك؟ إلتفت إلى القدّيس يوسف واستمدّ منه المعونة لضعفك والإسعاف لتنال من يسوع المسيح نعمة تجرّد القلب ونقاوة العيشة متذكّراً ما قاله الربّ: «إنّكم لا تستطيعون أن تعبدوا ربّين الله والمال» (لوقا 16: 13).

إكرام

جرّد قلبك من محبّة خيرات الأرض على مثال القدّيس يوسف، واصنع الرحمة مع قريبك بإعطاء صدقة وذلك على قدر إستطاعتك وإمكاناتك.

صلاة

يا سيّدي يسوع المسيح، يا من ارتضيت أن تولد حبّاً بنا في مذود بغاية الفقر والمسكنة، محتاجاً لكلّ شيء مع إنّك الغنيّ طبعاً. نسألك أن تضع في قلوبنا محبّة فضيلة الفقر، حتى إذا ما حصلنا على فضيلة تجرّد القلب من كلّ خير زمنيّ، نستطيع حينئذٍ أن نرفع الحاظنا إلى محبّة خيراتك الأبدية، مقتدين بالقدّيس يوسف المعظّم، إذ نرجو الحصول على ذلك بشفاعته حتى نمجّدك معه في الحياة الأبديّة. آمين.

صلاة الختام

أيها القديس يوسف البتول، قدوة البتولين ومعينهم، يا من حاميت عن طهارة العذراء وحرست المسيح الفادي، نسألك أن تشفع أمام الثالوث الأقدس لأجلنا، لكي نستطيع أن نخدمه بطهارة القلب ونقاوة النفس وعفة الجسد كل أيام حياتنا. آمين.

يا يسوع ومريم ومار يوسف
لكم أقدم نفسي وجسدي وروحي

يا يسوع ومريم ومار يوسف
ساعدوني في حياتي وعند ساعة موتي

يا يسوع ومريم ومار يوسف
لتسـترح نفسي بسلام بين أيديكم

يا مـــار يوســــــف  صــــلّي لأجلنـــــــا

+ المجد للآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.

مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.